أقامت جمعية آل البيت الخيرية في قاعة السيد عبد الحسين شرف الدين في مجمع الامام الصادق الثقافي مهرجان الصادقين الشعري الخامس برعاية السيد علي السيستاني ممثلاً بحامد الخفاف.
وأوضح الخفاف أنه "منذ بدء الخليقة وإلى يومنا هذا، كانت ثنائية "العدل والظلم" هاجس البشرية الدائم، بل كانت – ولا تزال – العامل الأساس في أغلب التحولات الكبرى في تاريخ الإنسانية، ومن هذا المنطلق تقيم جمعية آل البيت الخيرية مهرجان الصادقين الشعري الخامس تحت عنوان "العدل حياة الأحكام" في محاولة منها، لإعادة مفهوم "العدالة" إلى صدارة الأولويات التي نادى بها الدين، بل هي روحه وغايته المغيبة في حياة الناس".
واشار الخفاف الى ان "موضوع "العدالة" من أكثر المواضيع إتساعا في المكتبة العربية والإسلامية، بل والإنسانية"، لافتا الى ان "معانيه حاضرة في ذهن كل واحد منا، فما أن يذكر العدل حتى نستحضر مفاهيم: الإستقامة، والإستواء، والحق، والإعتدال، والمساواة، والوسطية، والميزان، والإنصاف، والإتزان، والقسط".
واكد ان "الإسلام إهتم بالعدل وضرورة تطبيقه في حياة الفرد والأمة سلوكا ومنهجا، وأصّل ذلك في القرآن الكريم، الذي وصفه عليّ (ع) "بأنه الناطق بسنة العدل". وقال: "السيد السيستاني قال بانه اذا لم نستطع رفع معاناة الناس فعلى الاقل نواسيهم بأنفسنا".
ورأى الخفاف ان "موضوعات العدالة بحجم تشعب موضوعات الحياة، فهناك العدالة الدينية، والقضائية، والسياسية، والسلطانية، والأسرية، وغيرها، ولعل من أهم موضوعات العدالة المؤثرة بحياة الناس ومستوى إرتباطهم بالدين وأهله، هي العدالة الإجتماعية والإقتصادية"، لافتا الى ان "التفاوت الطبقي والحرمان الإقتصادي من أهم العوامل التي تزعزع المجتمع الإسلامي وتفكك أواصره"، مؤكدا انه "أينما وجدت فقرا وحرمانا وجدت غيابا للعدالة الإقتصادية والإجتماعية والعكس صحيح".
واشار الخفاف الى أن ش"يوع ظواهر الفساد المالي والإداري وفقدان الخدمات العامة التي إبتليت بها مجتمعات إسلامية حكمت بشعارات الدين في عصرنا الحاضر، وأدت إلى نشوء طبقة متخمة بجوار حرمان وفقر مدقعين، هي من أهم أسباب إبتعاد الناس عن الدين وأهله، وتمدد ظاهرة الإلحاد في تلك المجتمعات التي كانت حتى الأمس القريب موصوفة بالتقوى والفضيلة".